كانت هذه الجملة منقوشة أعلى بوابة " الأكاديمية " التى أنشأها الفيلسوف الإغريقى " أفلاطون " , فكانت مدرسته الفلسفية تعتمد على الرياضيات والتفكير المنطقى , وهو ما يميز المهندس عن غيره .
فكلمة الهندسة أساسا ً تعنى "حل المشكلات " , سواءً كانت حسابية , أو تلبية لغرض من أغراض الإنسان فى مراحل تطوره المختلفة , فالهندسـة مهنـة ومهـارة لا تتوافـر إلا لبعـض الناس , تمكنهـم من حـل المشكلات التى تقـابل الأفـراد والجماعـات .
وفى عصرنا الحالى , تظهر الهندسة فى حياتنا كوسيلة مهمة وأساسية للتقدم والتطور , فنرى مثلا ً فى الحرب العالمية الثانية , كان تطور ألمانيا الصناعى الرهيب عاملا ً مهما ً فى جعلها قوى عظمى فى ذلك الوقت , مكنتها من إنشاء قوة عسكرية حاربت أربع دول واحتلت أجزاء ً كبيرة من أوربا . باختصار أصبحت الهندسة ودراستها هى طريق التقدم والتطور العلمى فى أى دولة , وأى تطور فى أى فرع من فروع الهندسة المتشعبة فى الحيـاة ينعكس بشكل مباشر وقوى وملحوظ على حياة البشر ورفاهيتهم.
لكن التطور العلمى يعتمد أساسا ً على العنصر البشرى , وتدريبه , و مدى قدرته , وما هى المهارات المتوفرة لديه على تطوير أو ابتكار شىء جديد يساهم فى حل مشكلات مجتمعه , أو يصب فى نهر رفاهية المجتمع , فهنا تتوقف على المهندس وقدراته العلمية والعملية المكتسبة خلال فترة دراسته وتدريبه .
يعتبر المهندس ناجحا ً إذا توافرت لديه بعض الأدوات التى يستعين بها فى عمله , كالدراسة الأكاديمية الجيدة – التى تجعله ملما ً بنظريات تخصصه - , والتدريب العملى الجيد على الأجهـزة التى سيعـمـل عليهـا , وتدريـب وتحفيـز قدراتـه العقليـة والإبداعيـة , وقدرتـه على التعـاون مـع زملائـه فى العـمــل . وعلى المهندس الواعى أن يُلم بها كلها وأكثر , ويعنى بدراسة ما يفيده , ويكون أكثر إطلاع وقراءة ودراية بما يدور حوله , وأخر ما توصل العلم إليه فى مجاله , أو المجالات الأخرى التى يمكن أن تتداخل فى عمله , فعمل المهندس يتطلب منه كثرة الإطلاع والبحث عن الجديد دائما ً ليوفر حلولا ً أكثر فائدة , وجديدة ومبتكرة.
قد يبدو أن المطلــوب من المهنـدس أن يجيـده كثيرا ً ..! , لكن المدة التى يأخذها المهنـدس فى التحضيـر والدراسـة , والاستعداد لسـوق العـمـل كبيـرة , وتكـفـى أيضـا ً , فهنـا الدراسـة تستـمـر لخـمـس سـنـوات – كعدد الحروف فى كلمة مهندس – يستطيع الطالب أن يقسم وقته و يوزع المهارات الراغب فى تعلمها على سنوات دراسته الخمس , كى يحقق أكبر وأحسن استغلال ممكن لسنوات الدراسة , ويخرج من كليته جامعــا ً بين الدراسة الأكاديميـــة , والعمليـــة , وقد اكتسب مهارات البحث والعمل الجماعى , ... , ... , وغيرها التى ستفيده فى عمله , وإبداعه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق