Translate

ما هي حقيقة الأحلام


غامضة، شاعرية، مخيفة... أحلامنا يمكن أن تكون مصدر وحي لمخرجي أفلام الخيال العلمي! لمدة طويلة من الزمن، وفي أماكن عدة من العالم، كانت تفسّر الأحلام بأنها رسالة سماوية. من جهتهم العلماء، كانوا يعتقدون انه خلال النوم يتوقف الدماغ عن العمل، لكن في القرن الـ20 اكتشفوا انه يظل ناشطا حتى في اثناء النوم. ولكن هل يمكن ان نرى احلام بعضنا؟.

لم يستطع أحد حتى الآن أن يواكب مباشرة حلم شخص آخر. علماء الدماغ قد افادوا من تطور الصورة الطبية، مثل السكانر مثلاً، لكي يصوروا نشاط الدماغ خلال النوم. بالنسبة إلى علماء النفس فهم يحبون أيضاً معرفة ماذا يجول في رأس الإنسان وهو نائم، فيستمعون ويحللون ما يقوله مرضاهم عن أحلامهم وكوابيسهم.

بالنسبة الى كل العلماء يشكّل عالم الأحلام موقعاً رائعاً للمغامرة والاكتشاف، اذ تتنافس النظريات ويتم كل سنة اكتشاف شيء جديد في هذا الشأن. لكن أحدث ثورة في التاريخ كانت تسجيل نشاط الدماغ الإنساني خلال النوم. فبواسطة وضع وصلات كهربائية على الرأس، استطاع العلماء تحديد مواقع الحركة في الدماغ خلال النوم، اضافة الى تمكنهم من تحديد مراحل بفضل حركة العين اثناء النوم.

في الليل، هناك أكثر من نوع للنوم: النوم "البطيء"، اذ يكون نوماً خفيفاً، ثم عميقاً. والنوم "المتناقض" عندما يكون الجسم بلا حركة، لكن العين والدماغ تكون لديهما حركة. في العام 1950 لاحظ العلماء أن الإنسان يذكر أحلامه عندما يستيقظ من النوم المتناقض، ثم عاد العلماء واثبتوا أننا نسطيع أن نحلم في اي وقت خلال الليل، لكن النوم المتناقض هو وقت مميز للأحلام.

لماذا نحس بأن الحلم حقيقة؟
اكتشف علماء الدماغ أن المناطق الدماغية التي تنشط خلال الليل موصولة بالذاكرة والعواطف، وايضاً بالحركة والحواس، لهذا تظهر لنا الأحلام على أنها حقيقة. وقد اثبتت البحوث أنه إذا كان أحد ما يحلم بأنه يحرك يده، فذلك يوقظ المنطقة الدماغية التي تنشّط حركة العضلات.

إذا حفظنا نصاً قبل أن ننام، نستطيع أن نتذكره أكثر، إذ أثبت باحثون أميريكيون أن للأحلام دوراً كبيراً في الذاكرة، وقد وضعوا أناسا أمام معضلة ثم تركوهم ليرتاحوا. بعد خمس ساعات عرضوا عليهم المعضلة عينها؛ من نام منهم حلّ هذه المعضلة بطريقة أفضل من الذي لم ينم، ومن حلم اثناء نومه حلّها بسرعة اكبر من غيره. وكان استنتاج أنه من الممكن أن يكون عمل الذاكرة الليلي هو سبب، او أحد أسباب الأحلام.

بماذا تنفع الأحلام؟
بالنسبة الى بعض الباحثين فإن الأحلام لا تنفع بشيء، وإن الصور التي نراها تتكون بالصدفة. وبالنسبة لبعضهم، الأحلام تساعد الإنسان على البقاء على طبيعته مع مرور الوقت. ووفق نظريتهم فإن الدماغ يفيد من مرحلة النوم المتناقض بإعادة تنظيم الإتصالات ما بين الخلايا العصبية. هذه الإتصالات تتطور يومياً كلما عالج الدماغ معلومة جديدة. فالأحلام تسهم في إعادة تشغيل الجينات التي تحدد الميزات الخاصة لكل شخص في الحياة.

عندما نمر بمرحلة من التوتر، نحلم كثيراً. يقول علماء النفس أن ذلك يساعدنا على مواجهة الأمور. بالإضافة فإن الذين يواجهون حوادث فظيعة يحلمون بهذه الحوادث لأشهر، وأحياناً لسنين، ويلاحظ أنهم عندما يتوقفون عن الحلم بتلك الحوادث يشعرون بتحسّن.

هل يجب أن نحلل الأحلام؟
بالنسبة الى علماء النفس، خاصة فرويد، هذا شيء ضروري، والتحليل النفسي هو طريقة للبحث تهدف إلى تفكيك اللاوعي. عندما يتكلم المريض مع المحلل النفسي يساعده ذلك على معرفة مشكلاته والتخلص منها. فإن يناقش ما حلم به، وما شعر به، طريقة ممتازة للوصول إلى اللاوعي. ويصبح الحلم مثل باب سري يفتح أبواباً أخرى. لكن تحليل الأحلام يتطلب وقتاً، لأنها مثل اللغز لا يجب إهمال أي تفصيل فيه.

هل نحلم جميعاً بالشيء عينه؟
أن نحلم بأننا نستقلّ سيارة، أو أننا فقدنا أسناننا... فهذه أحلام يراها الكثير من الناس. من المحتمل أن تكون لهم علاقة بغريزة البقاء والإستمرارية الموجودة لدى الجميع. لكن معنى الأحلام يختلف من شخص لآخر. فبالنسبة الى البعض الذين يحلمون بأنهم يطيرون فذلك يعني أنهم يودّون الكتابة. بالنسبة الى آخرين يعني التقرب من فتاة. لذا من المستحيل أن يكون هناك قاموس لتفسير الأحلام.

بالنسبة لفرويد فإن الأحلام هي المتكلم باسم اللاوعي، فهذا الأخير بالنسبة له هو أفكار مخبأة تشرح الكثير من تصرفاتنا. مثلاً إذا قضى أحد فترة طويلة من طفولته في المستشفى ولا يذكر ذلك يصبح خائفاً من الذهاب إلى المستشفى من دون معرفة السبب. الأحلام تسمح لللاوعي بالتعبير عن نفسه.

هل يمكن للأحلام التنبؤ بالمستقبل؟
لم يستطع أحد حتى الآن أن يحلم بالحوادث التي سوف تحصل في المستقبل. لكن أحياناً يكون لدينا خوف شديد، أو شعور قوي تجاه أحد ما، فنحلم بذلك. مثل ان يكون لدينا صديق عزيز ونخاف أن نفقده، نحلم بأنه انتقل إلى مكان آخر ويصدف أن يتحقق ذلك. في هذه الحال الحلم ليس تنبؤاً، إنما صور وضعها الدماغ في لاوعينا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اشترك فى جروب اسد 2009 لتصلك أحدث الموضوعات يوميا

مجموعات Google
اشتراك في اسد 2009 منوعات
ضع البريد الإلكتروني :
زيارة هذه المجموعة